كيف يعمل عقلنا؟ لماذا يتذكر بعض الناس كل شيء بالتفصيل (الذاكرة العرضية) ، ولا يتعرف أحد إلا على أهم الحقائق من الماضي (الذاكرة الدلالية)؟ لأول مرة ، أظهرت الدراسات أن الطرق المختلفة لتجربة الأحداث الماضية في الذاكرة مرتبطة بالأنواع الفردية لوصلات الدماغ التي تحدد نوع عقل الشخص.
أجرى علماء من معهد روثمان للأبحاث دراسة على 66 شخصًا سليمًا (بمتوسط عمر 24 عامًا). طُلب من الشباب ملء استطلاع عبر الإنترنت يسمى مسح ذاكرة السيرة الذاتية (SAM) ، والذي ساعد في تحديد مدى تذكرهم لأحداث السيرة الذاتية والحقائق من الحياة الماضية. أظهر المشاركون نتائج معاكسة. تم تقسيم جميع المشاركين إلى مجموعتين - أشخاص يتمتعون بمستوى عالٍ من ذاكرة السيرة الذاتية ومستوى منخفض من ذاكرة السيرة الذاتية. سمحت نتائج الاستطلاع للباحثين بدراسة أنواع ذاكرة المشاركين.
بعد ملء استبيان عبر الإنترنت ، طلب العلماء من المشاركين الخضوع لاختبار التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أظهر أنماط الاتصالات في الدماغ ونشاط الارتباط في مناطقه المختلفة.
درس الباحثون العلاقات بين الفص الصدغي الإنسي للدماغ وأجزائه الأخرى. يوفر الفص الصدغي الإنسي وظيفة الذاكرة. كانت النتائج مذهلة! أظهر الفص الصدغي الإنسي للأشخاص الذين حصلوا على نتائج عالية للاختبار وجود صلة بالجزء الخلفي من الدماغ المسؤول عن العمليات البصرية. أظهر الفص الصدغي الإنسي للأشخاص من المجموعة الثانية الاتصال بمنطقة الدماغ الأمامية ، المسؤولة عن عمليات التنظيم والتفكير.
هناك أسئلة مثيرة للاهتمام تتعلق بالشيخوخة وصحة الدماغ. هل يمكن أن تكون هذه المعلومات مفيدة لمحاربة الإعاقات المعرفية المرتبطة بالعمر؟
يقول مؤلف الدراسة الدكتور بريان ليفين : "يمكن للأشخاص الذين يستخدمون الذكريات التفصيلية أن يكونوا عرضة لتغيرات طفيفة في الذاكرة مع تقدم العمر ، في حين أن أولئك الذين يعتمدون على النهج الفعلي قد يكونون أكثر ثباتًا على مثل هذه التغييرات".
وفقًا للدكتور ليفين ، تقدم نتائج البحث فرصًا مثيرة تتطلب المزيد من التحقيقات العلمية.
يبحث العلماء الآن في تأثير الذاكرة على تكوين الشخصية والاضطرابات العقلية والإنتاجية والإمكانيات المعرفية.